القاهرة
تشغل مدينة القاهرة جزء من إقليم "حقاعج" وهو الإقليم 13 من أقاليم مصر السفلى ، وكانت عاصمته "إيون" التى عرفت فى النصوص اليونانية بأسم " هيليوبوليس" والتى أصحبت فى العربية " عين شمس" ( كلمة عن محرفة عن "إيون").
تضم مدينة القاهرة عددا قليلا من مواقع الآثار المصرية القديمة يجرع بعضها لعصور ما قبل التاريخ ، مثل المعادى وحلوان ، ويرجع البعض الآخر للعصور التاريخية مثل عين شمس والمطرية وحاجر طره.
1-المعادى
ترجع حضارة المعادى للعصر الحجرى الحديث وعصر ما قبل الأسرات وتقع على مساحة لا تقل عن 40 فدانا. زحف العمران على معظمها ولم يتبق منها سوى مساحة صغيرة تقع بجوار القمر الصناعى فى المعادى.
عثر فيها على ثلاثة أنواع من المساكن أجزاء من بعضها كانت تعلو سطح الأرض والأخرى تحت سطح الأرض، وكانت تبدو فى شكل أكواخ يقوم سقفها على دعائم خشبية.
كما عثر فى المنطقة على حفر كانت تستخدم لتخزين الحبوب وعلى جرار وأوانى مختلفة ومواقد كان معظمها على شكل حفرة بسيطة يوضع فيها الوقودز كما عثر على حفرة ميئة لدق الحبوب وعلى أنواع مختلفة من الفخار زخرف بعضها بعناصر زخرفية متعددةز
أما عن دفن الموتى فكان يجرى غالبا داخل القرية، على حين دفن بعض الموتى خارج القرية. وقد ثبت أن سكان المعادى عرفوا معدن النحاس وصنعوا منه ادواتهم. هذا وقد عثر فى المعادى على بعض الفخار الوافد من فلسطين مما يدل على وجود علاقات خارجية لسكان منطقة المعادى مع سكان فلسطين فى هذه الفترة.
2-حــلوان
إحدى حضارات العصر الحجرى الحديث، تقع بين حلوان الحالية ونهاية وادى حوف.
كانت تضم مجموعتين من السكان، إحداهما إلى الشرق فى منطقة العمرى الحالية والأخرى إلى الغرب فى منطقة قريبة منها، وكان لكل مجموعة خصائصها الحضارية المختلفة وخصوصا فى بناء المساكن والمقابر.
عثر فى المنطقتين على بقايا مساكن شيدت من الطوب اللبن وأخرى فى هئية أكواخ من أغصان الأشجار. كان بعض السكان يدفن موتاه داخل المساكن والبعض الآخر خارجها.
3-هليوبوليس (عين سمش- المطرية) Iwnw
كانت تعرف فى المنطقة القديمة باسم " إيون"، وهى من بين المدن المصرية التى نالت شهرة واسعة على امتداد التاريخ المصرى القديم وطوال العصر اليونانى على إعتبار أنها كانت مركزا رئيسيا لعبادة الشمس ومنها خرجت إحدى نظريات خلق الكون فى الفكر الدينى المصرى وهى نظرية التاسوع.
عرفت المدينة فى النصوص اليونانية بإسم " هليوبوليس" أى " مدينة الشمس" وأصبحت فى العربية " عين سمش" وربما كانت كلمة " عين" تحريفا لكمة " إيوان".
تقع المنطقة حاليا فى الجزء الشمالى الشرقى لمدينة القاهرة وتبعد حوالى 20كم من وسط القاهرة وتضم مناطق عرب الحصن، عرب الطوايل والخصوص والمسلة.
أما عن جباتها، فتمتد خارج السور الرشقى والجنوبى للمدينة لتشمل بعض أحياء القاهرة وهى : المطرية مسطرد عين شمس الغربية والشرقية عزة النخل والمرج وحلمية الزيتون وأجزاء من مصر الجديدة ومدينة نصر حتى جنوب شرق جبل المقطم. تتبع المدينة الإقليم 13 من أقاليم مصر السفلى.
4-محاجر طره
هى أشهر محاجر الجيرى فى مصر , وكلمة طره مشتقة من الكلمة المصرية القديمة " تاراو" وكان يشار فى النصوص المصرية إلى هذه المنظقة أو إلى جزء من المحجر بكلمة "عينو" حيث كان بعض الحكام والأفراد يفاخرون بأنهم حصلوا على " حجر أبيض جميل من عينو".
إستخدمت محاجر طره بكثرة فى الدولة القديمة حيث قطع من أحجارها كم كبير لتستخدم فى تكسية الأهرامات وفى غيرها.
وظلت المحاجر تستخدم طوال التاريخ المصرى القديم حيث ترك لنا أعضاء بعثات التحجير نصصا تذكارية وشواهد لأماكن إعاشتهم أثناء العمل.
5-الجبل الأحمر
يقع شرق حى العباسية وهو جزء من جبل المقطم. يرجع تكوينه لعصور جيولوجية موغلة فى القدم يؤكد ذلك تحجر أشجاره. أطلق عليه هيرودت (الأرض الحمراء) إشارة إلى إحمرار لون حجره حيث كان يوجد به حجر الكوارتزيت بالإضافة إلى إحمرار لون حجر جيرى يميل لونه للإحمرار .
ولا تزال محاجر الجبل الأحمر كغيرها من المحاجر تضم التماثيل وآثار أخرى لم تكتمل. ويعتبر الهرم الشمالى للملك سنفرو فى دهشور من أشهر المنشآت التى شيدت بأحجار قطعت من محاجر الجبل الأحمر، لهذا يعرف بالهرم الأحمر.
من كتاب مواقع ومتاحف الآثار المصرية
تأليف الدكتور عبد الحليم نور الدين
احترامى